310120111765

بقلم : مبارك الحسناوي
“حي المسيرة” بأيت ملول أو “حي الشهداء” كما هو معرف بين الساكنة تجمع  غالبية سكانه من أسر شهداء و أسرى و مفقودي حرب الصحراء ، فقر و أمراض و بطالة و تنكر من المسؤولين .. معاناة لا تنتهي .

حرب الصحراء بداية المعاناة

حرب الصحراء :الحرب التي دارت رحاها بين الجيش المغربي و الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “البوليساريو” بعد انسحاب آخر جندي إسباني من الصحراء في 12 يناير 1976 إلى غاية سبتمبر 1991 تاريخ الاتفاق على وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع. و قد خلفت هذه الحرب 30 ألف شهيد 700 مفقود و أزيد من 3000 أسير .
أرامل و زوجات عليلات الجيب و الصحة : أبناء الشهداء

 

أرامل و المفقودين و الشهداء  و زوجات الأسرى  كن أولى الضحايا فما أن تثبت واقعة الأسر أو الفقد أو الاستشهاد حتى  تنقلب المعادلة رأس على عقب فإضافة إلى المعاناة و الحرمان النفسيين تبرز معاناة مادية و أخرى أسرية تمثلت في أغلب الأحيان في تنكر أهل الزوج و في أحيان أخرى محاولات الاستيلاء على المعاش الهزيل كما تقول “أم العيد “، و خروجهن “لسوق الشغل لسد الخصاص جعلهن عرضة للابتزاز و الاستغلال و سوء المعاملة داخل الإدارات “310120111767

هذه المعانات انعكست على وضعهن الصحي و النفسي  بمرور السنين ، لإاصبن بأمراض عضوية تكاد تكاد تجتمع 

لدىمنهن : ارتفاع الضغط،  القلب ، المفاضل ، السكري ، هشاشة العظام الأرق التوتر العصبي .

أضف إلى هذا كله ضعف ذات اليد و قلة المعاش الذي  لم يتجاوز 1500 درهم ، هذا المعاش لا يكفي لتسديد قواتير الماء والكهرباء و الدواء .

الأبناء عطالة لا تنتهي .

العديد من أبناء الشهداء و الأسرى و المفقودين يعيشون بطالة طويلة الأمد خصوصا الحاصلين منهم على شواهد عليا في مختلف التخصصات ، بل الكثير منهم تجاوز عتبة سن  التوظيف و لم يتمكن من ولوج الوظيفة العمومية العلم أن القانون يمنح نسبة 25 في المائة لهم و لأبناء قدماء العسكريين و قدماء المحاربينو قد صرّح لنا مبارك ذو الثلاثة و الثلاثين ربيها أنه اجتاز الكثيرمن مباريات التوظيف بل وصل المقابلات الشفوية و أدلى بالوثائق اللازمة لعده ضمن النسبة المشار اليها لكن “العطالة لم تنتهي و الوظيفة لا زالت حلما ”    .

مسؤولون خارج المسؤولية.

شهادات أبناء الشهداء و الأسرى و المفقودين تشير إلى أن الدولة و المجالس المنتخبة لم تقدم لهم أي شيء يذكر “فكثير من الوقفات و الاحتجاجات التي قادها ابناء الشهداء و الاسرى و المفقودين لم تثمر الا الوعود التي ظلت أحلاما تراود أبناء الشريحة كما يقول رئيس الجمعية الوطنية لأسر شهدار و أسرى الصحراء” بل أصبح المسؤلون يتحاشون الجلوس معهم كما هو الشأن بالنسبة لرئيس المجلس البلدي لأيت ملول الذي فضل أبناء الشريحة البحث عنه بأسلوبهم الخاص و عامل عمالة انزكان أيت ملول .

أسرى بعد الافراج .

الأسرى في اعتصامهم امام البرلمان

بعد الافراج عن أغلب الأسرى لدى جبهة البوليزاريو و فرار بعضهم،تفاجؤوا بالواقع المزري الذي يعيشه أهلهم و ذويهم و زادت معاناتهم بعد التعويضات الهزيلة التي تلقوها، و لم يكن أمامهم الا قبة البرلمان للاحتجاج و الإعتصام الذي طالت  طالت معه معاناتهم و لم يتمكنوا الى تاريخ كتابة السطور من نيل مطالبهم و يمكن اجمال مطالبهم في ما يلي:

– التعويض العسكري عن مدة الأسر قبل وبعد اتفاق وقف إطلاق النار،
– المساواة بين جميع الأسرى في حق الاستفادة من السكن ومأذونيات النقل والتعويض عن الترقية في صفوف وحدات القوات المسلحة الملكية.
– التعويض عن الاقتطاعات من الرواتب طيلة مدة الأسر في سجون بوليساريو.
– اعتماد الجروح والأمراض الواردة في الدفتر العسكري الشخصي والتعويض عنها.
– اعتماد صفة أسير حرب بدل مفقود.
– المساواة في الحقوق بين جميع أسر الحرب سواء كانوا جنودا أو دركيين أو عناصر من القوات المساعدة، .
– وإدماج أبنائهم من حاملي الشهادات في الوظائف المدنية أو العسكرية.

– وطالب أسرى الحرب القيادة العامة للجيش والحكومة بإصدار بطاقات مكفولي الأمة لهم ولأبنائهم و أبناء الشهداء و المفقودين وتفعليها ماديا ومعنويا.
و للتذكير فقد ذاق الأسرى المغاربة المفرج عنهم في مخيمات البوليساريو، ألوانا من العذاب الجسدي والنفسي طيلة ثلاثة عقود من الزمن، و هو ما أشارت إليه منظمة فرنسا للحريات في تقريرها الشهير سنة 2003 ،ومنظمة العفو الدوليةسنة2002 ومنظمات أخرى غير حكومية، و خلف هذا التعذيب آلاما نفسية و عضوية عند جل الأسرى .