قصة رابعة

بقلم: مبارك الحسناوي

ستظل هذه الصورة وتلك الأحدات  موسومة في تاريخ البشرية، فبقدر ما هي رمز للتضحية والفداء والنقاء والطهر والفرح بالله، واجتماع الكلمة على الحق ومقارعة الظالمين والوقوف ضدهم، ،ستكون أيضا وصمة عار في جبين المتبجحين بالدمقراطية وحقوق الإنسان الذين سكتوا عما جرى في الميادين من دماء وما جرى قبل ذلك من سطوة على السلطة.

سيذكر التاريخ تلك الوجوه العابدة الزاهدة البشوشة وسيتذكر أيضا، تلك الوجوه المكفهرّة العابسة المتربصة، سيذكر التاريخ أولئك الأبطال الذين كانت صدورهم العارية سلاحهم في مقابل الرصاص، سيذكر التاريخ تخلف حزب النور الذي نسب زورا للدعوة السلفية، وسيذكر حزب أبو الفتوح الذي كشف الله نفاقه قبل الانقلاب. سيذكر التاريخ أيضا عمرو خالد والحبيب الجفري وغيرهم من المتباكين أمام الكاميرات المتواطئين مع سلطات الإنقلاب ضد اخوانهم، وسيذكر التاريخ أيضاً أولئك الفضلاء من المسيحيين الذين وقفوا مع الحق ولم يمنعهم خلافهم العقائدي مع الاخوان وعموم المحتجين من قول كلمة الحق، وسيذكر التاريخ تواطؤ حكّام السعودية والامارات والكويت والمغرب وغيرهم مع الكيان الصهيوني الذي ما آل جهداً في دعم الانقلابيين. سيذكر التاريخ أيضاً الوقوف التاريخي لحكام تركيا و قطر وتونس وغيرهم مع الشعب المصري، وسيذكر التاريخ ذلك التضامن العالمي مع المستضعفين في مصر، كما سيذكر التاريخ تلك العيون الدامة التي عبرت عن عجز أصحابها وقلة حيلتهم.

سيذكر التاريخ أنه كان بالامكان ان تكون ديمقراطية في مصر، و أن عسكراً أبى الا أن تكون ديمقراطية بمقاسه العسكري. سيذكر التاريخ أن الثورة ليست ثورة يوم أو شهر وإنما هي ثورة سنين، ثورة تبدأ بالإنسان وكيان الإنسان قبل أن تكون ثورة مؤسسات.

سيذكر التاريخ أن الشمس التي غربت يوماً آذنة في ليل حالك بهم لا بد أن تشرق يوما آذنة في صبح هنيء مليح.

هكذا يا سادة سيذكر التاريخ  قصة رابعة!