بوجلود

بوجلود  من التراث الامازيغي

     

”بوجلود” أو “بيلماون” بالأمازيغية أو  “بولبطاين” ، ظاهرة غريبة تشهدها مجموعة من المدن المغربية ، يلبس خلالها بعض الشباب جلود الأضاحي,ويقومون  بطلاء وجوههم اما بالصباغة أو بالفحم الأسود المدقوق الممزوج بالزيت ليعطي لمعانا للوجه,يخفي تماما ملامح الشخص الحقيقية واظهار ملامح شخصية “بوجلود”,الذي يحمل في يده رجل خروف,ليطارد بها المارة لجمع المال او أي شيء تجود به أياديهم,، كل هذا من أجل خلق جو من المرح و التسلية و الفرجة بمناسبة عيد الأضحى.

جذور الظاهرة

الظاهرة قديمة  فحسب بعض الروايات فالظاهرة تعود الى عصور ما قبل الاسلام,وتتحدث عن وحش افريقي,تتدلى منه الجلود,وكان يزرع الرعب في صفوف السكان,وإنما ربطت  بعيد الأضحى لضمان استمراريتها. البعض  يتحدث عن الظاهرة على أنها من التراث اليهودي بالمنطقة ، و لا يمكن أن نجزم بتاريخ محدد للظاهرة ، لكن  يمكن القول أن الظاهرة في القدم كانت تقتصر على بعض الأفراد داخل القرية الذين يصنعون جوا من الفرح و الفرجة لدى بقية الساكنة .

كرنفال بوجلود

لفت الإنتباه للسياحة الجنسي بالمنطقة

في السنين الأخير و مع تدخل جمعيات المجتمع المدني لترشيد الظاهرة بدأ التخلص تدريجيا عن جلود الأضاحي ليتم تعويضها بألبسة مختلفة فتتكلف كل مجموعة بالعمل المشترك من أجل تجهيز ملابس الاحتفال و كذا مجسمات عدة تعبر عن اهتمامات شباب المنطقة و يمررون من خلاله انتقادات عدة للواقع الاقتصادي و الاجتماعي و السايسي و حتى الأخلاقي.

كرنفال بوجلود

مشهد تمثيلي للجيوش الإسلامية من شباب حي القدس بأزرو

و تعتبر جمعيات المجتمع المدني “هذا الإحتفال أو  الكرنفال طقسا إحتفاليا بهذا الموروث الثقافي الأمازيغي الضارب قِدماً في التاريخ ، كما يهدف الى إحياء هذا الجانب المهم من الإحتفال التراثي”

كرنفال بولبطاين

سيدي بيبي :”الصورة من كرنفال بوجلود تكاض … الشرطة في خدمة المواطن

مطالب بإلغاء الإحتفال.

تعالت الأصوات في السنوات الأخيرة مطالبة بإلغاء الظاهرة و الإحتفالات المواكبة لها  ، و كان لأئمة المساجد القسط الأكبر في هذه الدعوات بسبب السلوكات السلبية الصادرة من الممارسين لها و  ما تسببه من هلع و ذعر في نفوس الأطفال و النساء ، و استغلال الظاهرة في السرقة و الإغتصاب ، بل  وقعت جرائم قتل بسبب أنشطة المحتفلين بالظاهرة.

مطالب بتقنين الظاهرة :

محمد حافض طالب باحث في التراث يحكي عن الظاهرة  و الفوارق الموجودة بين ماضيها و حاضرها  قائلا “في صغري، وفي بلدة بنواحي تالوين، كنا نأتي من المدينة إلى البلدة وكلنا شوق لحضور بوجلود، لكن آنذاك رغم كبر البلدة إلا أن الذين يلبسون الجلد كانوا يختارون بعناية ولايتجاوزون اربعة أفراد معروفين، يقومون بجمع المساهمات من. المنازل ومن كل من يلتقونه، دون إساءة لأحد، وكنا نحن الأطفال ندور حواليهم ونستفزهم فيتبعنا أحدهم ومن أمسكه ينال العصا، وفي المساء نقوم بأحواش معهم وفعلا كنا نعيش جوا رائعا، لكن الآن وقد تحول الأمر إلى مظاهر التنكر والاستفزاز والسرقة والسكر والاغتصاب وعدة جرائم أخرى وأخلاق حيوانية لاتشرفني كأمازيغي مسلم بل تحط من قيمتنا وتهدم أخلاقنا..

الناشط عبد الله المعتصم قال  ” إن كان تراثا فقد خرج عن المألوف وزاد عن الحد وتجاوز إلى ما أبعد من ذلك ولكن ﻻبد له من قيد وقد يقول الشرع كلمته الفيصل في هذا”.

و قد حاولت السلطات في السنوات الماضية منع الظاهرة إلا أن جمعيات المجتمع المدني دخلت على الخط و ضغطتت على السلطات من أجل السماح بالإحتفالات، و رغم الجهود المبذولة لتقنين الظاهرة ، إلا أن الشباب لا يلتزمون بتوجيهات السلطات بسبب ما تذره الظاهرة من مدخول لفئة عريضة من الشباب.