عاطلون عن العمل

بقلم الصديق : عبد الله لمين

عندما تقضي سنوات والناس تسألك مائة مرة في اليوم : “أمدرا ؟ كاينة شي خدمة ؟ ما زال ؟ مسكين .. أيوا الله يسر أخاي” .. عندما تنتظر من والدتك دراهم لحلاقة ذقنك أو الذهاب للحمام .. عندما تهان مرات كثيرة وتسمع محاضرات كثيرة من سكرتيرات الشركات حول تخصصك وشهادتك التي “لاتنفع لشيء”.. عندما تقضي سنوات في مقهى الحي تشيع المارين والمارات بعينيك الشاردتين وتفكر في ثمن قهوتك أو في تأفف صاحل المقهى الذي تحتل مقعدا في مقهاه دون أن تشرب شيئا .. عندما تقضي سنوات وأنت تتنقل بين عمل تافه وآخر بأجل أتفه دون تغطية صحية ولا تأمين ولا تقاعد .. عندما تطرد مرات عديدة من عمل لا يريد لك صاحب العمل أن تستقر فيه فتصبح لك حقوق .. عندما يغزو الشيب رأسك ولا تستطيع أن تطرق بيت عائلة لتخطب ابنتهم .. عندما تتجاوز الأربعين دون بصيص أمل في استقرار .. ويكثر من حولك القيل والقال وتكتشف أن عمرك قد ذهب أكثر من نصفه بين دراسة وعطالة .. عند كل ذلك ستعرف ما معنى أن تكون معطلا في المغرب .. وما معنى أن تحتج على المخزن الذي ضيع عمرك على مقاعد تعليم فاشل وضيع مستقبلك بتملصه من تبعات الشواهد “العليا” التي وقعها موظفوه السامون ..
فلا تنهر المعطلين .. ولا تسئ الأدب معهم .. فإنهم مظلومون .. ودعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب ..